لقد أثبتت التجارب وبما لا يدع أي مجال للشك أن المرافق السياحية الضخمة، والمناظر الطبيعية الخلابة، لا يكفيان لجلب واجتذاب السائح ما لم يرافق كل ذلك سياسة إعلامية شاملة، تعرف وتروج للمنتوج السياحي وتبرز مفاتنه ومميزاته عن باقي المنتوجات الأخرى.
جدني أقف وقفة استغراب وأنا أقارن ثراء المؤهلات السياحية الجزائرية من شواطئ وغابات ومن صحاري وبراري، ومن مقومات تشرأب لها الأعناق، وتقر بها الأذاوق، وبين ما تحققه من جذب السواح سواء كان محليا أو أجنبيا، وأتساءل لماذا؟
لقد تعددت العوائق، وتفرعت الأسباب، ولكن ما يجمع عليه الخبراء والمختصون أن غياب إعلام سياحي قوي في الجزائر يعتبر الحلقة الأكبر في سلسلة الأسباب، لذلك كان لزاما علينا أن نبادر بطرح أفكار إعلامية تسلط أضواء كاشفة على الوجهة الجزائرية وتروج للمنتوج السياحي لجلب السياح في ظل منافسة عالمية شرسة، بحيث يصبح الترويج للوجهة الجزائرية ديدن الإعلام الجزائري في كل زمان ومكان.
لا يمكن للسلطات العمومية أن توفي بالغرض ما لم تتضافر الجهود، وتتكاتف السواعد، فأين وسائل اعلامنا من التحقيقات والروبورتاجات عن صناعة السياحة؟ وأين هي من الترويج للمقومات والمعايير والمناهج التي تم العمل بها لإنجاح هذه الصناعة؟
من هذا المنطلق جاءت المجلة الجزائرية لتكون مكسبا حقيقا ومنبرا إعلاميا متخصصا للترويج لمقومات السياحة الجزائرية، والتعريف بما تزخر به بلادنا من جواهر سياحية ونفض الغبار عن منتوج سياحي هدمته العشرية السوداء.
بقلم: رشيد طواهري
0 التعليقات:
إرسال تعليق